مصر فى العصر الفاطميين للصف الثانى الثانوى

مصر فى العصر الفاطميين

شكل الصراع بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية مرحلة مهمة من تاريخ المسلمين فكانت مصر حلم الفاطميين منذ اللحظة الأولى لتكوين دولتهم ، وتحقيق هدفهم فى السيطرة على مناطق نفوذ الدولة العباسية خاصة فى الشام والحجاز. أرسل الفاطميون ثلاث حملات مهمة تولى قيادتها خيرة قادة الجيوش الفاطمية لضرب الخلافة العباسية فى أغلى ممتلكاتها بالاستيلاء على مصر بكل خيراتها لكنها فشلت بسبب تصدى القادة العباسيين لهم


استيلاء الفاطميين على مصر

بعد وفاة كارفور الإخشيدى عانت مصر من الضعف والتدهور فانتهز القائد الفاطمى جوهر الصقلى ذلك وخرج بجيشه من مدينة القيروان ووصل إلى مدينة الإسكندرية ودخلها سلماً ودارت مفاوضات صلح بين جوهر الصقلى والمصريين بعد طلبهم الأمان فأجابهم لمطالبهم وهكذا زال سلطان الإخشيديين والعباسيين عن مصر وأصبحت مصر ولاية تابعة للدولة الفاطمية التى امتدت من إفريقية غرباً إلى البحر الأحمر شرقاً
وبهذا أصبحت الخلافة الفاطمية فى مصر منافسا قويا للخلافة العباسية فى بغداد

مراحل الدولة الفاطمية فى مصر 

مرت الدولة الفاطمية فى مصر بعدة مراحل أثرت فى مختلف جوانب الحياة بها وهى مرحلة

  1. مرحلة التأسيس والاستقرار
  2. مرحلة القوة 
  3. مرحلة الضعف ( سقوط الدولة الفاطمية )


مرحلة التأسيس والأستقرار

تشمل فرتة حكم كلا من
(1)- القائد جوهر الصقلى 
حكم جوهر الصقلى مصر نحو ثلاث سنوات كإحدى الولايات الفاطمية نائباً عن الخليفة المغز لدين الله الفاطمى وعندما دخل مصر ( الفسطاط ) نزل فى الموضع الذى بنى فيه مدينة القاهرة لتكون مقراً لحكم الفاطميين وعاصمة للدولة الجديدة
(2)- الخليفة المعز لدين الله الفاطمى 
عندما تأكد المعز لدين الله من توطيد دعائم ملكه فى مصر واستقرار الخلافة الفاطمية بها وانقطاع تبعيتها عن الخلافة العباسية انتقل إليها قام بــــ

  1. تكوين حكومة قوية أحدثت تغيرا ملموسا فى المظاهر الدينية والعلمية والاجتماعية فى مصر 
  2. جعل مصر قلبا للعالم الإسلامى ومركزا للدعوة الفاطمية 
  3. بسط نفوذه وإمامته على المغرب ومصر والشام حتى حلب والحرمين 


مرحلة القوة

تولى على حكم مصر بعد الخليفة المعز لدين الله عدد من الخلفاء الفاطميين تميز عصرهم بالقوة فكان لهم دروا ملموسا فى استقرار الدولة واهمهم :-
(1)- الخليفة العزيز بالله 
تولى الخلافة بعد والده المعز لدين الله
فى أوائل عهده نجح فى هزيمة القرامطة واهتم بالشام وشئونها وحارب البيزنطيين فى حلب
ازدهرت فى عهده حركة الإنشاء والتعمير حيث انشئت وجددت صروح ومنشآت عديدة منها قصر الذهب وجامع القرافة (جامع الأولياء) بالقاهرة وقصور عين شمس .
(2)- الخليفة الحاكم بأمر الله 
تولى الخلافة بعد والده العزيز بالله وكان صغير السن وعلى الرغم من غرابة أطوار شخصيته ما بين ( الشجاعة والجبن والإقدام والإحجام واللين والشدة ) إلا انه عمل على إقرار الأمن والقضاء على الفوضى التى كانت سائدة فى أوائل عهده
(3)- الخليفة السمتنصر بالله 
تولى الخلافة بعد أبيه الظاهر لإعزاز دين الله
مد نفوذه إلى بلاد الشام والححجاز وصقلية بجانب شمال إفريقيا
استمال القائد العباسى أرسلان البساسيرى حتى أقام له الخطبة على المنابر فى بغداد عام كامل إلى ان جاء السلاجقة فأعادوا للخلافة العباسية هيبتها مرة أخرى وفى واخر عهده عانت البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة ( نتيجة انخفاض منسوب مياة نهر النيل عرفت بالشدة المستنصرية ) وأدت الى انتشار المجاعة بالبلاد وصاحبها الأوبئة كالطاعون

مرحلة الضعف ( سقوط الدولة الفاطمية )

كانت هذه الفترة من أضعف الفترات السياسية فى تاريخ مصر الإسلامية وتبدأ من عهد المستعلى بالله ولهذا عدة اسباب منها
(1)- ضعف الخلفاء وتسلط الوزراء 

ضعف الخلفاء بعد عهد المستنصر بالله أدى ذلك الى
تسلط الوزراء على الحكم الأمر الذى جعل الخلفاء يشتركون فى المؤمرات والدسائس للتخلص منهم
صراع الوزراء على كرسى الوزارة صراعاً مريراُ ومن أشهر الأمثلة صراع الوزيرين شاور وضرغام

(2)- استعانة الوزراء بالقوى الخارجية 

أدى الصراع بين شاور وضرغام إلى الإستعانة بالقوى الخارجية فى بلاد الشام حيث

  • استعان شاور بنور الدين محمود 
  • استعان ضرغام بعمورى ملك بيت المقدس الصليبى 

ومن هنا بدأ تدخل القوى الخارجية فى شئون الدولة الفاطمية للاستيلاء على مصر

(3)- محاولات الصليبيين القضاء على الدولة الفاطمية والاستيلاء على مصر

 دار الصراع بين قوات نور الدين محمود بقيادة أسد الدين شريكوه ومعه ان أخيه صلاح الدين الأيوبى وبين الصليبيين بقيادة عمورى ملك بيت المقدس الذى حاول الاستعانة بالامبراطور البيزنطى لتحقيق حلمه فى الاستيلاء على مصر ولكن لم تسمح قوات نور الدين محمود بحدوث ذلك فدارت بينهم معارك فى بلبيس والإسكندرية أدت إلى

  1. انسحاب عمورى وجيشه وضياع حلمه فى الاستيلاءعلى مصر
  2. تمركز قوات نور الدين محمود فى مصر
  3. تقليد الخليفة الفاطمى العاضد الوزارة لأسد الدين شيركوه 


 (4)- قضاء صلاح الدين على الدولة الفاطمية فى مصر 

بعد وفاة أسد الدين شيركوه قلد الخليفة العاضد بالله الوزارة لصلاح الدين الأيوبى الذى استطاع أن يمسك بزمام أمور الحكم فى مصر ثم إسقاط الخلافة الفاطمية وتولى الحكم فى مصر ولقب بالسلطان الناصر صلاح الدين يوسف نجم الدين ايوب وبدأ عصر جديد هو عصر الدولة الأيوبية 
تعليقات