حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

الرسول عليه السلام قبل البعث


فى بداية القرن السابع الميلادى كانت بلاد العرب مستعدة لتلقى أكبر انقلاب فى تاريخها بل أنه حين حدث كان أعظم انقلاب فى تاريخ الانسانية بما ترتب عليه من تغير شامل فى النواحى الدينية والاجتماعية والسياسية على السواء وقد كانت الظروف مواتية لهذا الانقلاب تمام المواتاة........


ولقد كان العرب مهيئين للانقلاب متأهبين للثورة الدينية السياسية الكبرى وظهرت هذه الثورة فى مدينة مكة معقل الوثنية العربية والمركز التجارى الهام فى الجزيرة العربية 
وصاحب الدعوة هو

أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ابن هاشم بن عبدمناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد اسماعيل بن ابراهيم الخليل  


وأمه صلى الله عليه وسلم آمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية أفضل نساء قريش نسبا وموضعا


واذا استعرضنا نسب الرسول نجد أنه ينحدر من نسل كعب أحد الزعماء المرموقين واسمه مشتق من العلو أما جده مره فهو الذى حفر لقريش بئرا يلى عرفه أما جده قصى ههو مؤسس مكة ومقرر نظمها أما جده عبد مناف من عظماء قومه وعرف بينهم بالتقوى والورع وهو الذى عقد الحلف بين قريش والاحباش وجده هاشم سمى هاشما لأنه هشم الخبز لقومه حينما تعرضوا للقحط فى احدى السنين وهو أول من سن رحلتى الصيف والشتاء صارت اليه الرفادة وهى ضريبة قررها قصى على قريش تقوم بدفعها له كل عام ليصنع منها طعاما لفقراء الحجاج وتباينت هذه الضريبة حسب الدخل الفردى والسقاية والقيادة وهو الذى حفر بئر بدر على قسم شعاب ابى طالب وجده عبدالمطلب بكان سيد قريش وأحد أغنيائها واول من تعبد بغار حراء  اما ابوه كان عبد الله فكان اصغر ابناء عبد المطلب واجمل رجال قريش ولما رزق عبد المطلب بعبد الله عاشر ابنائه ذكورا 545م – كان قد أقسم لئن أتاه الله عشرة من الولد ذكورا ليذبحن أحدهم عند الكعبة فعز عليه ولده بعد أن شب وأحبه حبا جما فنحر عوضه مائة من الابل 565م فديه له

مولد الرسول عليه السلام

لا نعرف على وجه الدقة تاريخ مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمشهور أنه ولد بمكة بالقرب من موضع الصفا فى دار هناك عرفت بدار ابن يوسف فى يوم الاثنين 12 ربيع الاول -20 ابريل 570م او (571م)والمؤكد انه ولد فى عام الفيل ولكن هناك اختلاف فى عام المولد


ولقد ولد الرسول فى ظروف صعبة فمات ابوه عبدالله بن عبدالمطلب بيثرب اثناء عودته من تجارته الى الشام قبل مولد الرسول وهو يومئذ ابن خمسة وعشرين سنة ثم عاش محمد صىلى الله عليه وسلم بعيدا عن اهله فى ديار بنى سعد حيث أرضعته حليمه السعديه  لان من عادات اشراف مكة ارسال ابنائهم الى البادية ليتعلموا فصاحة اللسان وقوة البنيان ورجاحة العقل ثم ردته السيدة حليمة الى أمه 


واقام النبى عليه الصلاة والسلام مع والدته تعاونها على تربيته ام ايمن الى ان بلغ من العمر ست سنوات فخرجت به امه فى زيارة الى يثرب لزيارة قبر والده فأدركها الموت وهى فى طريقها الى مكة واصبح النبى يتيم الأبوين وهو فى السن المبكرة فكفلة جده عبدالمطلب فكان يحب النبى ولا يقد على تناول الطعام إلا إذا قدم النبى اليه توفى جده عبدالمطلب وقد بلغ من عمره 82 سنة فحزن عليه النبى وذكر ان عبدالمطلب لما حضرته الوفاه جمع بنيه وأوصاهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الزبير بن عبد المطلب وابو طالب أخوى عبدالله والد النبى – لامه فاطمة بنت عمرو بن مخزوم وكان الزبير اسنهما فاقترع الزبير وأبو طالب أيهما يتكفل برسول الله فاصابت القرعة أبا طالب فضمه اليه 


وقيل بل اختاره رسول الله على الزبير اذ كان أبو طالب الطف عميه به وقيل أن عبدالمطلب أوصاه بأن يكفله بعده وكان النبى يحبه ولا ينام الا بجواره فاذا خرج ابو طالب خرج معه وكان له راعيا ومحبا يصحبه معه فى غدوه ورواحة وكان له خير كافل

رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم الى الشام :- 

ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم اثنتى عشر سنة خرج مع عمه فى رحلة الى الشام فما وصلت القافلة ببصرى من ارض الشام رآه نصرانى منقطع فى صومعة يسمى بحيرا او بحيرى ولمح فى النبى علامات النبوة فسأل الراهب ابا طالب ما هذا الغلام منك قال ابو طالب ابنى قال ما هو بابنك وما ينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؟ قال ابوطالب ابوه وامه حبلى به قال فما فعلت أمه ؟ قال توفيت قريبا قال صدقت ارجع بابن أخيك الى بلده وحذر عليه من اليهود فو الله ليئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه بغيا فذا الغلام سوف يكون له شأن عظيم فما كاد أبو طالب ان ينتهى من تجارته بالشام حتى بادر بالعودة إلى مكة ولم يسافر به بعد ذلك خوفا عليه
وقد شب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة واشتغل برعى الاغنام ولم يعهد الرسول ابدا عبادة الاصنام أو المشاركة فيما كان شائعا فى مكة من رذائل أو عيوب بل عرف عليه الصلاة والسلام باستقامة الخلق وسمى بين أهله بالأمين

زواج الرسول صلى الله عليه وسلم 

وعندما بلغ الرسول العشرين عاما عمل بالتجارة فعلمت سيدة من قريش وهى السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى فكانت ذات مال فلما سمعت عن خصال وصفات النبى ارسلت اليه ليخرج بمالها ليتاجر به الى الشام وارسلت معه خلامها ميسرة الذى كان يراقب النبى فى كل اعماله وافعاله وبالفعل خرج الرسول بمالها وعاد رابحا ولما عاد ميسرة الى السيدة خديجة أخذ يمتدح لها صفات الرسول عليه السلام فرغبت فى ان تتزوج الرسول عليه السلام فعرضت نفسها على محمد ليتزوجها وبالفعل تم زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة عام 595م رغم انها كانت تكبره بخمس عشرة سنة فقد كانت ابنة أربعين سنة وهو ابن خمسة وعشرين سنة وستة اشهر ولم يتزوج عليها فى حياتها قط 


وانجب منها ولدين هما القاسم وعبدالله واربعة بنات وهن رقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة – فكان من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة نوعا من الراحة النفسية واصبح لدى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الزواج الوقت الكافى للتأمل والعبادة اذ كان لا يعتقد فى دين اهله فكان يتعبد فى غار حراء لمدة شهر كاملا ويصلى على ملة الحنيفية وهى ملة ابراهيم عليه السلام




تعليقات